أخبار الكويتالمقالات

وراثة الانتماء للوطن

بقلم أ. عماد خميس العقاب

لو لم يكُ ذلك الجيل القديم من الطيبين الذين بنو الكويت بعرقهم وجهدهم لما وصلنا الى هذا الحال من الاستقلال والاعتزاز ببلدنا الكويت وكأننا توارثنا جيناتنا الوطنية أباً عن جد.

لقد أسس أهلنا الأولين للديمقراطية ورعوها منذ البدء
وأسسوا لخطواتها في اختيار من يمثلهم في مجلس
أمتنا الكريمة ، فكانت كل الاتجاهات والميول تصب في مصلحة الكويت رغم تنوعها الايديلوجي في ذلك الحين فكانت ديمقراطيتنا تنمو بشكل طبيعي ورائع في ظل نمو وتطور السياسة الكويتية المعتدلة والاقتصاد الكويتي آنذاك وتفاعل طبقات المجتمع مع أنظمة الدولة ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية ورضا وقبول من كافة أبناء الشعب بسياستنا الداخلية والخارجية متكلين بذلك على الله بالدرجة الأولى وعلى قدراتنا الشعبية وتراثنا وتاريخنا وكفاءاتنا وما انجزناه كشعب يتطلع الى التقدم العلمي والاكتفاء الذاتي تحت حكم ولاة أمورنا الرشيد حتى مجيء الغزو الصدامي الغاشم وتدمير كل ما هو جميل في الكويت وخسارة الكثير من الأرواح والأموال في سبيل تحرير بلدنا منه ،ولكن رغم هذا استطعنا ان نعيد الكويت الى سابق عهدها رغم الصعاب والانكسارات التي كانت أثناء وبعد الغزو بهمة الطيبين من أبناء الكويت وبمساعدة الأشقاء العرب والمجتمع الدولي فأعاد شعب الكويت تنظيم أموره وممارسة حقه الديمقراطي في مسيرة البناء والتقدم بفترة قياسية ، وذلك بفضل إيمان الأجيال بما ورثوه من الآباء والأجداد من إصرار وعزيمة للحفاظ على الكويت وشعبها والتضحية من اجلها .

اليوم ونحن نواجه تحديات الواقع المأزوم بأنصاف السياسيين ممن يتكئ على قبيلته أو ماله او علاقاته في طريق الوصول الى مجلس الأمة دون الإيمان بالوطن وبذل الغالي والنفيس من اجله والعمل على الارتقاء به الى مصاف الدول المتقدمة ، لا شك ان أولئك أشباه السياسيين سيفشلون وسينكشف زيف من يتظاهر بإيمانه بحرية التعبير في اختيار من يمثله في مجلس الأمة .

لذلك نقول لكل من يريد ان يتسلق على رقاب أهله وشعبه للوصول الى غاياته الشخصية والتباهي أمام الناس والاتكال على اسمه وقبيلته أو ماله ان حب الكويت وشعبها لا يمكن ان يشترى بالمال بل هو في جيناتنا الوراثية التي ورثناها عن أجدادنا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى