المقالات

أزمة حقل الدرة

بقلم أ. عماد خميس العقاب

كلما ضاقت الزوايا والأدوات في مفاوضات الملف
النووي الإيراني تأزمت المنطقة سياسيا وأصبح
التوقيت لأحداث أزمات سياسية ملازماً لمصالح
ايران الإستراتيجية فكلما عاشت المنطقة ظروفاً
سياسية واقتصادية وأمنية صعبة زادت فرص
ایران من مكتسبات المفاوضات النووية مع
الوكالة الدولية للطاقة النووية في العالم .

إذن هناك من يدفع لاشتداد الأزمات وإرباك الوضع
والمتتبع لأحداث سبقت سيجد ذلك واضحاً من
خلال التحركات الدبلوماسية الإيرانية التي يغلب
عليها التدخل في شؤون الدول المجاورة وتهديد
السلم المجتمعي في تلك الدول ورأينا ما حدث
ويحدث في الخليج وحركة الملاحة البحرية وامن
السفن التجارية والنفطية ناهيك عن تصريحات
المليشيات المرتبطة عقائديا مع ايران وتحكمها
بقرارات الدول التي تتواجد فيها كالعراق واليمن
ولبنان وسوريا .

ایران الآن تمر في أصعب مراحلها الأمنية
والسياسية والاقتصادية ناهيك عن أزماتها
الداخلية مع شعبها ونسبة الفقر التي تزداد كل
يوم بين أفراد شعبها ، والعزلة السياسية الخانقة
التي تعاني منها واعتقد ان اتفاقية المصالحة السعودية معها تمر في مرحلة اختبار صعبة جدا في أزمة حقل الدرة.

النفطي خصوصا هذا الاتفاقية برعاية الصين التي
تلزم ایران باحترام بنود اتفاقها مع السعودية ،
واعتقد إن الاتفاقية سوف توأد قبل ان ترى
التطبيق الكلي بينهما مما يعجل ويسارع ويضخم
أزمات ايران فهي تحاول كسب الملف النووي
ومفاوضاته لصالحها من جهة ومن جهة أخرى
تحاول جس نبض السعودية وإثارتها لكي تلقي
اللوم عليها في حال أخلت السعودية باتفاقها
معها حتى تتنصل أمام الصين من التزاماتها ،
والقادم من الأيام سنشهد أحداثاً سياسية واضحة
في هذا الاتجاه تستدعي تحركاً أمريكا و اسرائيل
دبلوماسيا كثيفاً يصب في هذا الموضوع الذي
يؤثر على روسيا ايضاً في موقفها الإقليمي
وحربها مع أوكرانيا وستنعكس تلك الأحداث على
واقع كل الأطراف من حيث الاقتصاد والسياسة
العامة مما يستدعي تحريك التحالفات والشركاء
لكسب انتصارا هنا او هناك ، ننتظر وسنرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى