نتنياهو يهدّد إيران «نووياً» ومكتبه يُصحح «الخطأ في القراءة»
هدّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إيران، «نووياً»، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قبل أن يُصحح مكتبه في القدس «الخطأ في القراءة».
كما عرض خريطة للدولة العبرية في عام 1948، وحدودها نهر الأردن، مع غيابٍ للدولة الفلسطينية.
وتعليقاً على خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة، الجمعة، قال المعلّق في القناة الـ13، غيلي تماري، إنّ نتنياهو «يتحدث عن السلام وعن رؤية شرق أوسط جديد، لكن إذا نظرنا إلى التفاصيل، فمن الصعب جداً صنع السلام في الشرق الأوسط، كما يرسمه هو».
ولفت إلى أنّ نتنياهو «عرض خريطةً لإسرائيل عام 1948، وحدودها نهر الأردن، مع غيابٍ للدولة الفلسطينية»، مضيفاً «انظروا إلى هذا الكذب، هل العالم لا يعرف خريطة إسرائيل عام 1948»؟
وأشار المعلّق الإسرائيلي إلى غياب إمكان أي «حل للدولتين» في الخريطة، متسائلاً «عن أي سلام يتحدث؟ ومع من يريد أن يعقد السلام»؟
وأمام الجمعية العامة، أظهر نتنياهو، خريطة شملت مناطق مكسوة باللون الأخضر الداكن للدول التي تربطها اتفاقات سلام مع إسرائيل أو تخوض مفاوضات لإبرام اتفاقات سلام.
وضمت المناطق المكسوة باللون الأخضر، مصر والسودان والإمارات والسعودية والبحرين والأردن.
ولم تشمل الخريطة أي ذكر لوجود دولة فلسطينية، إذ طغى اللون الأزرق، الذي يحمل كلمة إسرائيل، على خريطة الضفة الغربية المحتلة كاملة، بما فيها قطاع غزة.
ونتنياهو الذي طالما استخدم منصة الأمم المتحدة للتحذير من الخطر الذي تمثله إيران توقف برهة خلال إلقاء كلمته من على منبر الجمعية العامة، حين بدا وكأنه يهدد بشن هجوم نووي في حال سعت طهران لإنتاج قنبلتها الذرية.
وقال «طالما أنا رئيس حكومة إسرائيل، سأبذل كل ما في قدرتي لأمنع طهران من التزوّد بسلاح نووي، لكن «قبل كل شيء، يجب مواجهة إيران بتهديد نووي ذي مصداقية».
وبعد وقت قصير، سارع مكتب نتنياهو في القدس، إلى التوضيح أن نص الخطاب المكتوب يتحدث عن تهديد «عسكري»، لا «نووي»، مشيراً الى أنه «خطأ في القراءة».
واعتبر رئيس الوزراء، أن التهديد الذي يشكله زعماء إيران الدينيون، يدفع إسرائيل إلى التقارب مع العالم العربي، حيث باتت حكومته على أعتاب تطبيع جديد في المنطقة.
من جانبها، أكدت الرئاسة الفلسطينية على لسان الناطق باسمها نبيل أبوردينة، أنه «لن يكون هناك سلام أو استقرار في المنطقة من دون رضا الشعب الفلسطيني وتحقيق مطالبه وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».
تهديد الجبهات المتعدّدة
عسكرياً، أفاد قائد الفرقة الـ 162 الجنرال نداف لوتان، بأنّ تهديد الجبهات المتعدّدة بات ملموساً أكثر بالنسبة إلى إسرائيل، في لبنان وغزة والضفة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، إضافة إلى الجبهة السورية، وتهديدات الصواريخ من مناطق أبعد، مثل العراق واليمن.
ولفت لوتان، في مقابلة مع صحيفة «معاريف»، إلى أنّ الجيش يستعدّ، بصورة أساسية، لتصعيد «قد يحدث بالتدريج في جبهات عدة»، مشيراً إلى أنّ هذه الساحات ليست بالضرورة «مرتبطة ببعضها».
وتحدّث لوتان عن أهمية «التغييرات العميقة في مختلف التشكيلات للجيش».
ورأى أنّه لمواكبة استعداد الجيش وجاهزيته للحرب، يجب «إعادة الكفاءة إلى بعض الوحدات في الاحتياط»، ومواصلة التعامل مع التوتر في الضفة، وهو ما يمثّل عقبةً كبيرة أمام المؤسّستين الأمنية والعسكرية، خصوصاً مع فشل جهودهما في الضفة.
وحذّر قائد الفرقة الـ162 مما سمّاه «التغيير في نمط عمل حزب الله، على طول الحدود، واستعداده لتحمّل مزيد من المخاطر».
وفي شأن الردع الإسرائيلي، رأى لوتان أنّه يواجه تحدّياً كبيراً، لأنّ «قرار الأمم المتحدة، الرقم 1701، غير منفَّذ على الأرض بالكامل، وحزب الله موجود عملياً عند خط التماس».
ووفق لوتان، فإنّ«إسرائيل وحزب الله لا يريدان الحرب، لكنّهما يستعدّان بجدّية لها».
وتوقّع أن تكون «الأثمان باهظة جداً في الجبهة الداخلية الإسرائيلية».
وسبق أن حذر رئيس الأركان السابق النائب، غادي آيزنكوت، أمام الكنيست، من أنّ الردع الإسرائيلي في المنطقة «تراجع إلى مستوى غير مشهود منذ عشرات الأعوام».
وفي السياق، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ «لبنان تحوّل إلى المكان الأكثر أمناً في الشرق الأوسط» بالنسبة إلى قادة المقاومة، «بسبب الردع الذي فرضه حزب الله».
وجاء هذا التحليل على لسان الأكاديمي في جامعة تل أبيب أيال زيسر، في شأن اللقاء، الذي جرى مطلع سبتمبر الحالي، بين الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، والأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» زياد النخالة، ونائب رئيس المكتب السياسي في حركة «حماس»، صالح العاروري، في لبنان.