غيّب الموت المؤرخ خالد سالم الأنصاري عن عمر ناهز الـ 81 عاما بعد رحلة حافلة بالعطاء.
يعتبر الراحل من أبرز الشخصيات الأدبية في الكويت وأول من وثق عن جزيرة فيلكا، وأول من كتب عن اسماك الخليج العربي في كتب اللغة والادب،
وقد نعى وزير الاعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري، الراحل خالد الانصاري، حيث استذكر الوزير المطيري اسهامات وانجازات الفقيد باعتباره احد رواد الثقافة في البلاد، فقد عزز المكتبة الكويتية والخليجية بالمؤلفات والبحوث والدراسات القيمة.
واشار الى ان من اهم كتب الراحل، الذي كان عضوا سابقا بمجلس ادارة رابطة الادباء الكويتيين وعضوا بجمعية الفنانين الكويتيين، «الكويت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.. حوادث واخبار» و«كلمات اجنبية ومعربة باللهجة الكويتية» و«ربابنة الخليج العربي ومصنفاتهم الملاحية» وغيرها من المؤلفات، وأوضح ان الاديب الانصاري، رحمه الله، اصدر مؤلفات مهمة تؤرخ حياة اهل الكويت بجزيرة فيلكا، اذ اصدر عدة كتب بهذا الشأن هي «جزيرة فيلكا لمحات تاريخية واجتماعية» و«من ذكريات التعليم في جزيرة فيلكا» و«صور من الحياة القديمة في جزيرة فيلكا» و«جزيرة فيلكا صفحات من الماضي».
وأعرب الوزير المطيري عن خالص التعازي والمواساة لأسرة الفقيد والاسرة الادبية والثقافية الكويتية والخليجية التي فقدت برحيله اديبا ومؤرخا معطاء مثل قيمة ادبية كويتية كبيرة ألقت بظلالها على المشهد الثقافي طوال عقود، داعيا المولى تعالى ان يسكنه فسيح جناته ويلهم اهله ومحبيه الصبر والسلوان.
تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في جزيرة فيلكا، وغادرها عام 1960 للعمل في دائرة المطبوعات والنشر في وزارة الإعلام حاليا.
وفي عام 1962 انتقل للعمل في إدارة البريد التابعة لوزارة المواصلات. وقد ترأس خلال عمله بالمواصلات، بعثة البريد ضمن البعثة الطبية الكويتية للديار المقدسة عام 1972، 1974، 1976، و1978.
وقد استفاد من عمله في دائرة المطبوعات والنشر وبدأ بحوثه الشاملة عن جزيرة فيلكا عام 1961، ووثق الجوانب التاريخية والاجتماعية والتعليمية فيها، ليعد أول من كتب في جزيرة فيلكا وتاريخها.
وقد صدر له اكثر من عشرين كتابا، في التاريخ والتراث الشعبي والموسيقى والبحري الكويتي، وفي اللهجات والأعلام، ساعده في انجازها ثقافته وقراءاته ومكتبته التي تضم كمية من الكتب والمراجع والمخطوطات التي سطرها الآباء والأجداد من العائلة وغيرهم. وكان أول إصدار له عام 1980.
عام 1988 كلف من قبل مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بمراجعة وتقييم كتاب «جزيرة فيلكا دراسة إقليمية» الذي أصدرته المؤسسة في نفس العام. وفي عام 1997 كلف من قبل مركز البحوث والدراسات الكويتية بإعداد خريطة تاريخية لجزيرة فيلكا.
وعندما تم اختيار الكويت عاصمة للثقافة عام 2001 كلف من قبل رابطة الأدباء الكويتية بوضع كتاب عن الأديب عبدالله خالد الحاتم.
وفي عام 2004 وبمناسبة إقامة مهرجان القرين الثقافي الحادي عشر، كلف من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بإعداد منارة الأديب عبدالله خالد الحاتم ضمن سلسلة منارات ثقافية.
وفي عام 2008 حاز على جائزة الدولة التشجيعية في الدراسات التاريخية والآثارية عن كتابه في التراث الغنائي الكويتي واعلامه.
انتسب خالد سالم الانصاري إلى رابطة الادباء الكويتيين، ليكون عضوا فيها منذ عام 1983، ثم اصبح عضو مجلس ادارة لها منذ العام 1992 ـ 2009. ثم تولى منصب نائب رئيس رابطة الادباء في دولة الكويت. كما يعتبر عضوا مؤسسا في الجمعية التاريخية.
أبرز الكتب
ومن كتبه التي صدرت:
– جزيرة فيلكا صفحات من الماضي.
– من ذكريات التعليم في جزيرة فيلكا.
– جزيرة فيلكا لمحات تاريخية واجتماعية.
– صور من الحياة القديمة في جزيرة فيلكا.
– ربابنة الخليج ومصنفاتهم العلاجية.
– الشيخ عثمان بن سند.
– ربابنة الخليج العربي، ومصنفاتهم الملاحية.
– من ذكريات التعليم في جزيرة فيلكا منم عام 1937 – 1963.
– كلمات أجنبية ومعربة في اللهجة الكويتية.
– الكويت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
– جزيرة فيلكا خريطة تاريخية.
– النوخذة عبدالمجيد الملا.
– كنايات وأقوال كويتية وأصولها اللغوية، عام 2000 كما صدرت عنه طبعة ثانية عام 2004.
– من أسماك الخليج العربي في كتب اللغة والأدب، عام 2000.
– عبدالله خالد الحاتم – الصحافي – المؤرخ – الباحث، إصدار لرابطة الأدباء.
– شعراء الصوت والأغنية القديمة.
– شعراء الفن والسامري في الكويت.
– رحلتي مع الكتاب، ذكريات عن الكتب والمكتبات في الكويت الخمسينيات.
– معجم المصطلحات والمسميات البحرية الكويتية.
– الجزر الكويتية – تاريخية – خصائصها.
– السفن الكويتية القديمة، تاريخها وما قيل فيها من أشعار مع ملحق للأمثال البحرية الكويتية.
– من العامية الفصيحة في اللهجة الكويتية.
ميول شعرية
والمؤرخ خالد سالم الأنصاري كان صاحب ميول شعرية ويكتب ويلقي الشعر الشعبي، وله عدة دواوين منها: براعم تبتسم، ليل الشوق، إضافة إلى كتابات في الصحافة.
ونشرت له مجموعة من المقالات والدراسات والبحوث في الصحف والمجلات الكويتية وبخاصة مجلة البيان التي تصدرها رابطة الأدباء.
أما عن المقالات التي قام بكتابتها المؤرخ خالد الأنصاري، فكان من أبرزها مقالة بعنوان المكتبات الإسلامية الخاصة والعامة، ومقالة بعنوان بين الفصحى والعامية، ومقالة بعنوان وقفة خشوع أمام الكعبة، ومقالة بعنوان إنسان العصر بين المادة الروحانية والتي تم نشرها في مجلة اليقظة، ومقالة بعنوان سر الرقم سبعة، والتي تم نشرها في مجلة البيان، ومقالة بعنوان الأذن تعشق قبل العين أحيانا والتي نشرها في مجلة اليقظة، ومقالة بعنوان نبع الأصالة، بالإضافة الى سلسلة من طرائف العرب والتي تم نشرها في مجلة الفروسية.
اللهجة الكويتية
وفي عام 2013 صدر للراحل كتاب «من العامية الفصيحة في اللهجة الكويتية» في 219 صفحة من الحجم المتوسط، وأتى استكمالا لبحوث الراحل في مجال اللهجة الكويتية، مستعرضا نحو 600 مفردة محلية مستوحاة من اللغة العربية الفصيحة، ويقدم فيه شرحا مفصلا لهذه المفردات مدعما الشروح ببعض المراجع اللغوية الفصيحة.
وقد اكد، رحمه الله، بعد بحوثه محافظة اللهجة الكويتية على مفرداتها، إذ لم يؤثر فيها عامل الزمن، مشددا في احد لقاءاته الصحافية على أن اللهجة العامية الكويتية تحتوي على كم هائل من الألفاظ العربية الفصيحة، ومن يرجع إلى المعاجم والقواميس التي دونت منذ القرن الثالث الهجري وتلك التي دونت فيما بعد، سيجد أن هذه الألفاظ مازالت مستعملة إلى اليوم من دون تحريف أو تصحيف إلا في ما ندر.
وفي شأن المراجع التي استند إليها في بحثه، قال، رحمه الله، «اعتمدت على أهم المعاجم والقواميس العربية في إثبات فصاحة الكلمات التي أوردتها في هذا الكتاب والتي مازالت متداولة إلى الآن في اللهجة الكويتية»، مضيفا «أما في مجال التأليف في اللهجة العامية ذات الأصول العربية، فقد ساهم أساتذة أفاضل في تدوين الكثير منها، وأرجعوها إلى أصولها العربية وعلقوا عليها، ولعل أولهم عبدالعزيز الرشيد، إذ نشر بعض الكلمات العامية ذات الأصول العربية في مجلة «الكويت» التي أصدرها في عام 1928، وأتى بعده من دون كتبا في هذا الموضوع من بينهم د.عبدالعزيز مطر وعبدالله خلف وإبراهيم عبدالرحيم العوضي ود.يعقوب الغنيم والفنان أيوب حسين ود.ليلى السبعان والباحثة غنيمة الفهد وخالد عبدالقادر الرشيد».
شهادات في الراحل
وفي ملف عن الأديب خالد سالم الأنصاري صدر عن مجلة «البيان» عام 2011 تضمن شهادات في مسيرة الراحل، فكتب وليد الرجيب قائلا عن الانصاري : اهتم العديد من الكتاب والباحثين بجزيرة فيلكا، لعل ابرزهم «عاشق فيلكا» الأستاذ خالد سالم، الذي كتب مؤلفات عدة تشير الى اهميتها في التاريخين البعيد والقريب، ولعل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يستعين به ليحكي عن ذكرياته عند وصول اول بعثة تنقيبية، فهي بالتأكيد ستكون شهادة توثيقية مهمة تضاف الى التاريخ الثقافي الكويتي.
وقال عنه عبدالله زكريا الأنصاري في إحدى قصائده:
يا خالدٌ سر في طريقك في
صيد الشوارد سر ولا تهب
واسلك طريق البحث وامض به
فطريقه درٌّ على ذهب
واستغن بالأدب الرفيع وفزَ
يُغنيك عن حسب وعن نسب
وقال نجم عبدالكريم: ايوب حسين يرسم البيئة بالريشة، وخالد سالم محمد يرسمها بالكلمات.
وقال هاشم السبتي: خالد سالم محمد، باحث في الشؤون الثقافية الكويتية، يعمل بصمت وهدوء العالم المتعلم الذي يحترم نفسه ومجال عمله، فيه تجد اخلاق وسمات المثقف وسكينته وتواضعه الجم، جند نفسه وقلمه لخدمة الكويت وتاريخها، فألف بعد البحث والدراسة والمراجعة مجموعة من المؤلفات القيمة.
وقال طلال الرميضي: خالد سالم محمد الذي سلط الضوء عبر قلمه الصادق على جزء مهم من تاريخ كويتنا الحبيبة، وقد اصدر مؤلفات مهمة عن جزيرة فيلكا ولقب بجدارة واستحقاق بمؤرخ جزيرة فيلكا، وغدا مرجعا مهما للسائلين عن تاريخ هذه الجزيرة العريقة.